أسكن في حيّ شعبيّ
ضاجّ بالأطفال والباعة ومصلّحي الرّوبابيكيا
ومشتري المتلاشيات
والكوّايين الجوّالين
والبرّاحين
وثقَّابِي آذان البنات الصّغيرات بماكينة يدويّة غير مرخّصة
من أجل أقراط جميلة وَفَالْصُو
رقم بيتي هو 04
قبالة بيت أرملة مشلولة
لا تخرج لترى ضوء النّهار إلاّ نادراً
محمولة على عربة
أساعد أحياناً على حملها مع شباب الحيّ العاطلين
إلى الشّارع المحفّر
ثم كلّ مرّة يدفع بها العربة
متطوّعٌ جديد.
في الصّباح
توقظني عصافير الدُّوريّ غير الملوّنة
وماكينة ورشة حِدادة ليست بعيدة
قرقعة ناعمة للحديد على الرّصيف المقابل
هي ما يوقظني
الحلاّق أيضاً يحبّ رفع صوت المسجلة إلى أقصاه
كي يسمع الجميع القرآن بصوت عبد الباسط
إذ لا أحد يحلق شعره في الصّباح الباكر
أنا لا يزعجني ذلك
بل أجد صوت عبد الباسط هو الأفضل
إضافة إلى صوت سيّد مكّاوي
خصوصًا في الصّباح
عند الحلاّقين.
أطعم الدُّوريّات من قمح كتاكيت أمّي
وأكتب الشّعر العاقّ كل يوم.
أمدح بالأشعار الطّويلة عمّي المنسيّ
الّذي كان إسكافيّاً ذا شأن في ما مضى
وبنّاء مداخن عالية
أمجّده علناً في كلّ ما أكتب
وأهجو الملوك والسّلاطين والأبطال
لسبب ما
ودون سبب.
والآن
إن كنتم تريدون قتلي
ها أنتم تعرفون عنّي كلّ شيء
وتعرفون الرّقم 04
الّذي هو رقم بيتي
في الحيّ الشّعبيّ الخطير
المزدان بالجريمة
حيث موت شاعر مغمور
لن يُحزن
سوى الدّوريّات.
ضاجّ بالأطفال والباعة ومصلّحي الرّوبابيكيا
ومشتري المتلاشيات
والكوّايين الجوّالين
والبرّاحين
وثقَّابِي آذان البنات الصّغيرات بماكينة يدويّة غير مرخّصة
من أجل أقراط جميلة وَفَالْصُو
رقم بيتي هو 04
قبالة بيت أرملة مشلولة
لا تخرج لترى ضوء النّهار إلاّ نادراً
محمولة على عربة
أساعد أحياناً على حملها مع شباب الحيّ العاطلين
إلى الشّارع المحفّر
ثم كلّ مرّة يدفع بها العربة
متطوّعٌ جديد.
في الصّباح
توقظني عصافير الدُّوريّ غير الملوّنة
وماكينة ورشة حِدادة ليست بعيدة
قرقعة ناعمة للحديد على الرّصيف المقابل
هي ما يوقظني
الحلاّق أيضاً يحبّ رفع صوت المسجلة إلى أقصاه
كي يسمع الجميع القرآن بصوت عبد الباسط
إذ لا أحد يحلق شعره في الصّباح الباكر
أنا لا يزعجني ذلك
بل أجد صوت عبد الباسط هو الأفضل
إضافة إلى صوت سيّد مكّاوي
خصوصًا في الصّباح
عند الحلاّقين.
أطعم الدُّوريّات من قمح كتاكيت أمّي
وأكتب الشّعر العاقّ كل يوم.
أمدح بالأشعار الطّويلة عمّي المنسيّ
الّذي كان إسكافيّاً ذا شأن في ما مضى
وبنّاء مداخن عالية
أمجّده علناً في كلّ ما أكتب
وأهجو الملوك والسّلاطين والأبطال
لسبب ما
ودون سبب.
والآن
إن كنتم تريدون قتلي
ها أنتم تعرفون عنّي كلّ شيء
وتعرفون الرّقم 04
الّذي هو رقم بيتي
في الحيّ الشّعبيّ الخطير
المزدان بالجريمة
حيث موت شاعر مغمور
لن يُحزن
سوى الدّوريّات.