بـــــــــــــــــــــلادي قد أحاط بها الذّئاب
بلادي أنت حبّي في فؤادي***وفيك العشق قد حقن اجتهادي
شممت نسيمك الأخّاذ لمّا***أتى فصـــــل الرّبيع إلى البوادي
وفي سحر الطّبيعة حار أمري***وأبهرني التّـــــــنوّع في العباد
سهول قد ترامت فوق أرض***بها الخيرات تقطـــــــف بالأيادي
وبحر بالمحـــــيط تراه حتّى***إذا التقيا استــــــجدّا في بلادي
////
بك الرّيف الأبيّ كسا الشّمالا***بمجد خالد ســـــــكن الجبالا
وفي الصّــــحراء تاريخ عريق***مآثره تبادلنا الـــــــــــــــسّجالا
تنوّع كلّ شـــيئ في بلادي***فرقّى في ثقافتــــــــنا المجالا
ورثنا المجد عن سلف كرام***وقد تركوا المــــــعارف والخصالا
ونحن اليوم في الماضي غرقنا***كأنّ النّاس قد خلقوا كسالى
////
بلادي أرضــــــــــها أرض النّعم***ومـــــــغربنا عريق في الكرم
تجود به الطّبــــيعة كلّ حين***فتثمر في السّفوح وفي القمم
وبالأنعام تبتـــــهج المراعي***فتنـــــــــشر عبر خضرتها النّعم
بلادي شعبها شعب كسول***يخاف من الضّـــــــواري كالغنم
ويكره أن يخوض وغى المعالي***لأنّه في النّـــهى فقد القلم
////
بلادي في فؤادي كالقــــــــمر***بها الغبراء تحـــــــــيا بالمطر
أزور قلاعها فأحــــــــسّ أنّي***أسافر في العصـــور إلى الأثر
فأبصـــــــر غابر الأزمان حينا***وحينا أستــــــــــفيد من العبر
كأنّي في المكان مع الخوالي***ولا بشـــــــــر هناك ولا خبر
بلادي أهملت فبــــكت كثيرا***كأنّ رجالها فقـــــــــدوا البصر
////
بلادي قد أحاط بها الذّباب***ودنّس عرض نخبتها الــــسّراب
تبوّل جلّهــــم فوق المزايا***ومن ثرواتها نهــــــــــــب الذّئاب
يحاصرنا التّسيّب في بلادي***ويعصرنا السّــــماسرة الكلاب
كفى شططا فمغربنا تردّى***وقهقرنا التّـــــــــسلّط والعقاب
فنحن نريد مغــــــــربنا قويّا***به الأسباب يصنعها الشّــباب