الرئيسية » » الفروسيةُ خُدعةٌ كُبرى | محمد فتحي الجابري

الفروسيةُ خُدعةٌ كُبرى | محمد فتحي الجابري

Written By Unknown on الخميس، 28 مايو 2015 | 6:45 ص

الفروسيةُ خُدعةٌ كُبرى 
**********
آنَ للفارسِ أنْ يسْتريحَ ويُلقي دِرْعَهُ الثقيل،
فالحربُ صارتْ رقصةً
والسيفُ يَمْضغهُ الصدأ،
والنملُ ما عادَ يُخيفهُ وقعُ الجواد...
هو الظلُّ ملاذُ المُتعبين
لكنَّ أشجار القريةِ
تبلعُ في السرِّ ظِلها .
آن للفارسِ أن يُفارقَ ما يُحبُّ
وأنْ يَعرْضَ قلبَهُ للبيعِ
في (فاترينةٍ) بالخليج.
ثم يرقصُ ، ثم يبكي ،
ثم يأكلُ ، ثم يزني ،
ثم يَقتلُ ، ثم يُقتلُ،
ويختبرَ المشاعرَ كُلَّها
ثم يمتطي وجعَ الوصولِ إلى التبلّدْ.
آنَ للفارسِ أنْ يبيعَ مَتاعَهُ العربي
ويأخذَ عُطلةً إلى جُزرِ الباهاما
أو يقضي ليلةً في الجناح الملكي
بفندق ويلسون في جنيف.
ويُجرّبَ السيجارَ الكوبي
ويَتعلّمَ أُصولَ القُبْلةِ الفَرنْسيّة
عليهِ أن يُعيدَ ذكرى الكونتيسة المَجَريّة
ويَسْتحمَّ بالدماء.
فالفروسيةُ خُدعةٌ كُبْرى
والحياةُ قصيرةٌ.
آنَ للفارسِ أن يَصْعدَ سُلّمَ الطائرة،
فالخيمةُ احترقتْ يا ابنَ الصَحراء
وصانعُ السيوفِ غَوتهُ امرأةٌ ايطاليّةْ
فراحَ يبحثُ بينَ طيّاتِ جِسمها الناريِّ
عَنْ بطولاتِ قيصر.
ما العيبُ في مَوْتةِ الفِراشِ يا ابنَ الحروب؟
في الفراشِ حروبٌ أخرى،
جَرّبها ومُتْ شهقاً فوقَ ربوعِ فتاةٍ
تُحبُّ دانتي و روسو
وتكرهُ شِعرَ العربْ.
دعها تُزيلُ البداوةَ مِنكَ
وتقتصُّ مِنَ الراحلينْ.
آنَ للفارسِ أنْ يفعلَ أشياءاً كثيرة
أوّلها ألا يظل فارساً.


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.