يابحر أجيلك وأفتكر حزن السنين .....
وكل ما أعوز أفتكر عذاب السنين ....
ألاقيني جايلك وأنتظر يمكن تلين .....
يمكن ظالمني يفتكر ويحس بأنين .....
يابحر واياك أنا بنتظر ....رغم السنين ....
**************************************
إتخذ مكانه مثل كل ليلة على الشاطئ ....
وأخذت هي تنظر اليه متسائلة عن سر عيناه الحزينتان ....
دائما يبدو شاردا .....
إقتربت منه ...
ربتت على كتفه هامسة ....
هي : مالك ياولدي ؟ ...شايل هموم الدنيا ليه ؟...
هو : يا أمي هو أنا باين علىَّ ...
هي : ياولدي خطوط الفرح منسية وآهات الحزن مرئية ....
هو : يا أمي حكايتي طويلة ...
هي : حبيبة ياولدي ؟ ....
هو : غدرت يا أمي ...
هي : إحكيلي ياولدي ...
************ الحبيبة *************
هو : كانت نور عيني يا أمي ... هي أول ست في حياتي ....
هي : وايه اللي حصل ؟....
هو : يا أمي رمتني في أول أزمة ودورت ع الفلوس ....
هي : مريض ياولدي ....
هو : ومش عيب مني يا أمي ده قضاء ربنا ... رب العباد ...
هي : كانت تحبك ....
هو : كانت بتقول يا أمي ... لكن أول ما مرضت سابتني وطلبت الطلاق ....
هي : اتفاجئت ياولدي ؟ ...
هو : يا أمي كنت بكتب إسمي وإسمها في أشعاري وعمري ما تخيلت إني أعيش من غيرها ...
هي : عشقتها ؟..
هو : إتنفست هواها يا أمي ... شربت مايتها ... شفت الدنيا بعنيها يا أمي ....
هي : هي الخسرانة ياولدي ....
هو : طلعت ورق يا أمي ....
صمت لحظات وهو شارد يريد أن يستجمع مشاعره ....
هي : وثاني جروجك ياولدي ؟
هو : وعرفتي ازاي إن في جرح تاني ؟!!!....
هي : دموعك المحبوسة في عينيك ياولدي أكبر دليل ....
هو : كان صاحبي وكان أخويا ....
هي : غدر هو التاني ؟ ...
هو : لا يا أمي .... إتغير ....
هي : قول ياولدي ...
************* الصديق **************
هو : كنا نروح مع بعض كل يوم من الجامعه لحد الموقف وكل واحد ياخد سكته
هي: وبعدين؟
هو : إتخرجنا و ربنا فتحها عليه وفتح شركة واشتغلت معاه ....
هي : وفرقتكم المصالح ؟...
هو : اتغير يا امي وحسيت إنه مش صديقي ....
هي : ومشيت وسبت ليه الشغل ...
هو : وكان نفسي يكلمني ويعاتبني ...
هي : وكلمك ؟...
هو : ياريته ماكلمني يا امي ... هزقني وجرحني ومن يوميها ما إشتغلتش عند حد ...
هي : قاعد من غير شغل ياولدي ؟
هو : لأ قفلت على نفسي دنيتي واشتغلت مع نفسي حاجة على أدي بس ربنا ِمبارك ...
هي : ليه تقفل على نفسك ياولدي ؟؟؟ ... الدنيا حلوه ...
هو : صاحب ورق وحبيبه ورق .. هي فيها ايه الدنيا ؟؟؟....
صمت قليلا وأنصتت هي الى صوت تنفسه الواضح و إلى صدره الذي يعلو ويهبط ....
هي : فيك ايه تاني ياولدي ؟ ....
هو : في وجع كبير يا أمي .... وجع ولاكل الأوجاع .....
هي : راحت الحبيبة ... وراح الحبيب .... ايه اللي يوجع أكتر ؟ .....
هو : الناس يا أمي ....الأقارب .... كله اتغير يا أمي .... البلد كلها غيرت جلدها ....
سكتت و أطرقت الى الأرض وكأنها تشاركه هذه المره أحزانه .....
*************** البلد ***************
فجأة تمتمت الأم بكلمات ....
هي : "أصل الحكاية وببساطة ان ضميرنا مات .....
وببساطة بنينا كل حياتنا علي شوية اشاعات .....
واختزلنا كلمة وطن بكترة الازمات .....
فيك اللي هايص في الحكومة بالدرجة والعلاوات .....
وفيك اللي ﻻيص ودايخ لف ع الشركات .....
الوطن بقى بالنسبة لينا مكان للاحباط ......
عايز تعيش بكرامتك او تحس يوم بالذات .....
إخبط عمولة جامدة أو إضرب أوام شيكات .....
الدماغ بقى ساكسونيا من الغلاء والغرامات .....
حقيقي ضاع الوطن يوم ما ضميرنا مات .....
واحساسنا بالذل حقيقة يحكوها في الحكايات .....
في ناس عايشة في غيبوبة من اللي عدي وفات ....
وناس عايزة تسيبها ومخنوقة من الازمات .....
ودي حكاية وطن استغلوه البهاوات .....
والكل بيرقص ويهيص ولا اجدع بغبغانات ......
بقى الوطن سبوبة والعيشة بالاتاوات ...
والبسمة اللي من القلب صافية خليناها ذكريات ..... "
نظر ليها بدهشة .....
هو : همك يا أمي همي ....
هي : أكيد ياولدي ... الناس إتغيرت والقلوب إتحيرت ....
هو : والبسمة جوانا بتخاف تخرج من نيران الشك ....
هي : ما عدتش تآمن لأخوك ولا لإبن عمك ...
هو : أيوه .... لوجبت سيرة دول الثانيين يبهدلوكِ ......
هي : ولو وقفت مع التانين دول يِخوِنوك ....
هو : ناس ورق .. ورق .. ورق ....
هي : ياولدي أول يارب ....
هو : أربعين سنة من عمرى عدوا وأنا حابس نفسي ... ماشي جوه الحيط ... خايف أتجوز وأحب وبعدين نفترق ... خايف أصاحب والمصالح تدخل نقوم نفترق ... بشوف في التلفزيون المنافق والكداب .... الهايص واللي ياعيني لايص .... اللي سارق واللي هابش واللي قابض واللي كابش .......
هي : يا ابني دول ناس ورق بس في ناس كويسين ....
هو : عارفة صدمة في حبيبة وصديق وناس اتغيرت يعني ايه ؟....
هي : صدمة في وطن ...
هو : ايوه يا أمي صدمة في وطن .... هو ايه الوطن غير حبيبتك اللي تآمن لها وصاحب إختارته وما إختارتش أخوك .... وشوارع تمشي فيها بأمان لا يقولولك انت مع فلان ولا علان ....
هي : وبعدهالك ياولدي ...
نظر إليها بحزن عميق .....
ليس له الا الجلوس على البحر ...
اليه يبث أحزانه .....
ومن داخله إنطلقت كلمات أخذ يرددها ....
هو : " أيوه صحيح في ناس ورق ....
كل أما أفتكرها من جوايا بتحرق ...
ومن كل قلبي أحس بزهق ....
أحس إن عمري اللي فات وياهم إتسرق .....
كذب وخداع وكلام ع الورق .....
يمكن لو شيطان في يوم كان صدق ....
أيوه صحيح في ناس ورق ....
ذكراها تطير النوم وتحسسني بقلق .....
اللي اديتهم عمرى سابوني في مُفترق ....
قالو راح لحالوا أو يمكن غرق .....
أتاريه كلام فاضي وحبر على الورق ....
أيوه صحيح في ناس ورق ...."
"مع الاعتذار للجميع فهي أحزان عند معظمنا"