الأمس قطعنا
كلَّ أصابعِ كفكَ ومضينا
إلاَّ إصبعكَ الوسطى
وهذا قدْ سببَ مشكلةٌ كبرى
فمعذرةً يا فنان الحبرِ ويارسامَ العشقِ
معذرةً ياشاعرنا
إنَّا كنا مضطريينَ
وكنا مضطربينَ
ولقدْ كنا نقطعُ كفكَ فى عجلَهْ
.
ولهذا قدْ جئنا لنتمَّ العملَ المنسىَّ
بأنْ نقطعَ يدكَ الخضراءَ المتبقيةَ ونمضى
سامِحنا لمْ نقصدْ أنْ ننساها
إنَّ النسيانَ مجردُ سهوٍ قدْ أربكنا
إنَّ اللهَ يحبُّ الواحدَ منا أنْ يتقنَ عملَهْ
.
فتبسمتُ وقلتُ:
أعطونى شيئًا لأغيبَ عن الوعى قليلاً
- حينَ تقومونَ بقطعِ يدِى-
قالوا:باللهِ تحملْ -يافنان -
إنْ لمْ يتحملْ فيكَ الشاعرُ
والإنسانُ العملاقُ فمنْ يتحمل؟
فاصبرْ محتسبًا وتحمَّلْ
وستؤجرُ – إنْ شاءَ اللهُ تعالى -
أنتَ مثالٌ حىٌّ
كى يتعلمَ منهُ أولادُ السفلهْ
.
وأنتم مَنْ؟
نظرَ إلىَّ بخبثٍ مزدريًا
جاءَ ليقطعَ يدىَ البيضاء الخضراء
فانقطعَ النورُ وأخذَ يجزُّ ويقطعُ
يجزُّ ويقطعُ
يجزُّ ويقطعُ
وأنا مثلُ الأخرسِ مكتومٌ
وأصيحُ ولكنْ صوتىَ مكتومٌ
مكتومٌ لا يخرجُ منْ حلقى
راحَ الصوتُ ورحتُ
غابَ الصوتُ وغبتُ
ولمَّا جاءَ النورُ
قالَ لصاحبهِ:عليكَ اللعنة
قلتُ:اقطعْ راحتهُ لا رجلَهْ
.
قمْ
وأعدْ ثانيةً هذا القطعَ لنمشى
عجِّلْ كى لا يحضر أحدٌ يفضحنا
أسرعْ كى لا نتهمُ بأنا
أخيبُ خلقِ اللهِ وفشَلَهْ