محمد الدبلي الفاطمي
وما لي في الهوى حبّ سواه
بفقه العلم تنتفض العقول***فتـــــــزهر في تفـــكّرنا المـــــــيول
وتندفع القرائح نحو فجر***به الأبـــــــداع تبــــــعــثه الأصـــــــول
فما التغيير في التّفكير سهل***ولا التّطوير ينـــجبه الكســـــــول
وما غزو المعارف مستحيل***ولكـــــــــنّ التّخـلّف قــد يحـــــــول
فعلّم ما استطعت وكن صبورا***فإنّ العلم تعشــقه العقــــــــول
////
نطقت وفي فمي انبسط الكلام***ومن قلمي تقاطرت السّـهام
أفتّش في البلاغة عن بيان***به الإعــــــــــــــراب يدركـــه الأنام
وأبحث عن لسان الضّاد ليلا***كأنّ الضّاد عـــــــــــــطّلــــه اللّئام
ألا أيّهــــــــــــا الشّعراء فينا***متى الإبداع ينجـــــــبه العـــــظام؟
تركنا الضّاد في الدنيا يتيما***فمات الفقه وانقــــــــرض الكــــرام
////
لماذا أمّـــــتي نامت قرونا***وفضّلت القــــــــــــذارة والمـــــجونا؟
أروني كيف أصـــبحنا ذبابا***وبالأوساخ شبّــــــــــــعنا البـــــطونا
نسافر كالقذارة في المجاري***كأنّ النّاس فقــــــــدوا العيــــــونا
ونلـــــهث كالكلاب وراء وهم***وجــــــهل النّاس علّمـــنا الجــنونا
فوا أسفي على قوم أضاعوا***لســـــــان الضّاد فانبطــــحوا قرونا
////
متى التّفكير في وطني يثور؟***متى الأحلام تصنــــعها السّطور؟
رمانا الجهل في الأوساخ حتّى***تلوّثت الضّــــــــــــمائر والأمــــور
وصار الخبث منــــــتسبا إلينا***كأنّ الخبـــــث في وطنـــــي يدور
أمات نفوسنا شـــــطط وعار***وشــــــــبّت في ثقافتنا الشّــــرور
فكيف سنهتدي والليل داج***وفي أحــــــــــــــيائنا كثر القبــــــور؟
////
عشقتك يا لسان الضاد عشقا***تلحّف بالنّــــــهـــــــى أدبا وذوقا
عشقتك عشق قيس حبّ ليلى***فزاد الحبّ في الأحشاء شوقا
أقبّـــــــــــل باليراع شفاه حرف***فأشعر أنّني قد زدت عــــــــمقا
وما نظمي ســـوى بوح لطيف***تجسّد في فمــــــي فقها ونطقا
ولســـــت بتارك لغتي وديني***ولو هجم العـــــــدى غربا وشرقا
////
لساني في الهدى كره اليهودا***ورام الفقه فاخترق الجــــــحودا
تحصّن بالبــــــــيان فكان صرحا***وقلعــــــــــة ملّة حمت الجدودا
تربّع فوق عرش الفــــقه علما***وبالقرآن علّــــــــــــــمنا الصّعودا
لساني رحمة في الكون شعّت***فعطّرت الخـــــــلائق والوجودا
وما لي في الهوى حبّ سواه***لأنّه زادنــــي أدبا وجـــــــــــودا
////
لسان الضّاد درّسنا اليــــــقينا***وعلّمنا المـــــــــــعارف أجمعينا
سلكنا في تعـــــــقّبه اجتهادا***يقــــود إلى اتّباع العــــــــارفينا
ألم تر أنّ حـــــرف الضّاد حيّ***وبالإسلام أحيا المســــــــلميـنا
تحصّن بالقـــــــواعد في بيان***وبالإعراب علّــــــــــــمنا المبــينا
فيا ليت الطّـــــموح يعود يوما***ليـــــــرفع شأننــــــــــا أدبا ودينا
////
سلاسته استمرّت في الزّمان***وقد تركت مآثر في المـــــــكان
أطلّ من السّماء فكان شمسا***أشعّــــتها استمرّت في الأوان
وفي قمم الحضارة بـــــــثّ نورا***وذكر الله أعظــــم في الجنان
عشقته منذ أن أصبحت طفلا***فأرضعني الحلــــيب مع البيان
وفي كبري وجدت الضّاد بحرا***به الأمواج تلعــــــــب باللّسان