محمد الدبلي الفاطمي
أرى عـــــــربا بتـــــــبر النّفـــــــط جـــــــاروا
أرى عـــــــربا وهـــــــــرطـــقة تباح***ومنطقهم يخالطهـــا النّــــباح
وأسمع فـــــــي الحديث شخـــــير نوم***يقـــــــارعه التّـوتر والصّياح
وفي مجرى النّقاش يضيع فهـــــمي***ويقــــعدني التـحجّر والكساح
سئمت ســـماع هرطقة الأهالي***وضقــــت ذرعا بـــما تأتي الرياح
وجــــــــــــندلني التّردّي في بلاد***بها الإنســـــــــــان طلّقه الصّلاح
////
أرى عربا من العمـل اســـــــــــــتقالوا***وفوق رؤوسـنا عبـــثوا وبالوا
تشــــــــــبرق لغوهم بعـــــــقيم فهم***ومن لهـجاتهم رضــع العيال
يثرثـــــــر جلّــــهم فــــــــــي كلّ ناد***وجوهـر لغـــــــوهم قــيل وقال
تخـــــلّف ركبــــــــــهم خلف اللّـيالي***وبين صفوفـــهم سكن الوبـال
فعاشوا في الحـــــــياة وهم نيام***ونوم النّاس ســـــــــجن واعتقال
////
أرى عربا طــــــغوا دهرا طويلا***وباعوا أهـــــــلهم بيــــــــــعا ذلـــيلا
تعيش شعــوبهم عيشا مهينا***وتعتبر التّــــــــحرّر مســــــــــتحيلا
ويقــمع في الشّـوارع كلّ يوم***شباب عاطل فـــــــقد السّـــــــبيلا
ويعصر بالغلاء الشّــــــعب عصرا***وتغتـــــــصـــب الحـــياة ولا دلــــيلا
ومن رفــــــــض الرّكوع أتاه أمر***فأصبح في الورى بشرا عــــــــــميلا
////
أرى عــــربا وراء العصــــر نامــوا***ونام نبوغهم وطغـــــــى الـــــحرام
تقـــطّع أمرهم في الكون جهلا***وهاموا أجمعـــــــين وما استقاموا
ينافق بعـــــــــــــضهم بعــــضا نفاقا***ينــــــمّـــــقه التّـملّق والكـلام
سقى الجهل الضمائر كأس ذلّ***وشرّدها التّــــــحرّش والــــــــمدام
وأضحى السّحت في وطني مشاعا***وفي أحلامنا انتــــــحر السّلام
////
أرى عــــرب الدّعارة والمجون***وقد ألفوا التـــــجارة في الـــــسّكون
تراهم يفســـــــدون بلا ضمير***ويغتصبـــــــــون مــــــــختلف العيون
كأنّ فجــــــــورهــــــم إعــــــصار يمّ***تفجّر بالبـــــــغاء وبالجــــــنون
وسلطتــــــــهم تصول بلا حياء***وتضـــــرب شعبها عند الــــــبطون
فهل عرب الحضارة لن يعودوا؟***أم الغوغاء ترغب في المــــــــجون؟
////
أرى عربا لمـــــــلّتهم أســــاؤوا***وبالتّدجيــــن والإرهـــــــاب جاؤوا
وجاؤوا رفـــــقة الخازوق فجــــرا***فضاق العيش وانفـــــــــجر البـكاء
كذلك في الحيـــــــــــــاة نقاد قهرا***ويرعبـــنا التّســــــلّط والبــغاء
وقد كشـف الزّمان لنا الضّـــحايا***فما نــــفع الفـــقــيه ولا الـــدواء
رهيب حال أمّتــــــنا بعــــــصر***يلاحقه التّـــــــلاعب والهـــــــــــراء
////
أرى عربا يقـاتل بعضهم بعــضا**وقد نشروا الأســـى طولا وعــــرضا
تناســــلت الجرائم بين أهـلي**وأصبــح قتلــــــنا في الدّين فـــرضا
وعربدت الجهــــالة واستبدّت***بمجتـــــمع غدا في النّاس فــــضّــا
وفي اليمن السّعيد بكى الأهالي***بكاء كان في المــــــأساة عضّا
يسـير إلى الوراء ولا يبالي***وقد رفض الهدى في العيــش رفـــضا
////
أرى عربا أشاعوا الفـــــسق فينا***وفــي صلواتهم قسموا اليمـينا
أحلّوا الرشــــوة البلهــــــــاء دينا***وما فعلوه فاق الظّـــــــــالمــــينا
أمات قلوبهـم رجــــــس عظيم***وأرضع جهـــــــلهم لبنا مــــشينا
وشتّت شـــــملهم زمن عقيم***فساء مصــــيرهم في المسلمينا
ألم تر كيف أصـــــــبحنا رعاعا***وساء ســـــــلوكنا أدبا ودينــــــــــا
////
أرى عـــــــــربا بداخلهم ذئاب***وفي مــــجرى النّقاش هم الكلاب
تراهم في الحديث مــــقــزّمين***وإن ذكر الطّــــــــعام جرى اللّعاب
وما هم في الخــلائق غير قـوم***أضاعوا الــــــمجد فانطفأ الكـتاب
تعطّل عزمهم فــــــغدوا يتامى***وشـــــــعب البطن ترهقه الصّعاب
سيذكرني الزّمان إذا اســـــتجدّت***حضارة أمّــــتي وأتى الحساب
////
أرى عـــــــربا وقـــــد غاب اللّسان***وحلّ محلّه اللّــــــــــغو المهان
يخاطب بعضـــــــــــهم بعضا ولكن***إذا انــــحطّ الورى كبر الهـــوان
ومن شاء النّـــــــهوض بغير عــلم***رماه بقـــــــــعر ظلمته الزّمان
وظلّ الجهل معتـــــــــــــــقلا رؤاه***بجوف الـــــــقهر يعصره المـكان
كأنّ عــــــروبة الأجـــــــــداد فرّت***فضاع الضّاد وانبـــــــطح اللّسان
////
أرى عربا بتبر النّــــــــــــفط جاروا***وعــــــــن ثرواتهم فرض الحصار
أجازوا البــغي جهرا في العذارى***وزاغـــــوا كلّهم والجــــهل عـار
ولو نظروا بعيدا ما استـــــباحـوا***حقــــوق شعوبهم عمدا وجاروا
ولكنّ التّـــــــــسلّط ظلّ سوطا***بجلده يســــــــــــــــتبدّ بنا الكبار
إذا الإنسان أقـــــــــعده الـتّدنّي*** حنا بالـــــسّوط يجلــده الحمار