الرئيسية » » وعن فصل الشّتاء سألت ليلى | محمد الدبلي الفاطمي

وعن فصل الشّتاء سألت ليلى | محمد الدبلي الفاطمي

Written By Unknown on الجمعة، 10 أبريل 2015 | 4:57 ص


وعن فصل الشّتاء سألت ليلى
محمد الدبلي الفاطمي


وعن فصل الشّتاء سألت ليلى

دع الأيّام تزهـــــــر بالأماني***لنقطف ما يروق من المـــــــجاني

مشينا في الطّريق بهمس خطو***على طرف الرّصيف من الزّمان

وكنّا نرقــــــــــــب الأيّام فيــــنا***ونبحث في المكان عن المكان

وعن فصل الشّتاء سألت بشرى***فكان جوابــها قبــــــــــل الأوان

وقالت لي كلاما جلّ قولا***وفيه جرى اللّســـــــــــــان مع البيان

////

نظرت تأمّلا في جوف ليلي***كأنّ اللّيــــــــــــــل من أعداء أهلي

سألته عن ربـــــــيع فرّ منّا***وعن وطــــــــــــن تبدّد في خيالي

فجاء الرّدّ ضربا بالرّصاص***وشنقا في المـــــــــــــــعاقل بالحبال

وأرعبني الرّصاص ببطش نار***تردّد وقعه وســـــــــــــــط الجبال

فما وجد الرّبيع سوى هروب***وقد فقد العـــــــــــديد من الرّجال

////

بكت ليلى وأهلها في بلادي***وكبّــــــلت القـــــــوائـم والأيادي

وصبّت راجمات النّار حقدا***فحوّلت الحـــــــــــــــياة إلى جمــاد

بكت ليلى وحقّ لها البكاء***وقد هجــــم الخـــراب على البــلاد

وأدرفت الدّموع على خدود***بها التّـــــــفّاح أزهر في البــــوادي

وفي الشّام الأبيّ جرت دماء***بضرب النّار فـي وســــط العـــباد

////

أتى فصل الرّبيع من الجنوب***فأرغمه الشّـــمال على الهــروب

وما أهل الجنوب سوى عبيد***وقوم من ســــماسرة الشّــعوب

بهائم في الخضوع قد استمرّت***بمشرقها تســير إلى الغـروب

أرادت أن تسافر في المآسي***وتفــرح بالشّـــــــــقاء وبالكروب

وتنعم بالتّقـــــشّف في زمان***يمارسه الشّمال على الجــنوب

////

أرى الغرب قد جــمع الحسابا***وقرّر أن يعـــــــــــــــاقبنا عقــــابا

فأرسل في الحروب لنا رعاعا***أشاعوا الرّعب واغتصــبوا الحجابا

وحوصرت العروبة عبر طوق***أحطّ لــــــــــــسانها وطوى الكــتابا

وجيّش للمــعارك كلّ وغد***وجنّد من ســــــــــــــلالتنا الكــــلابا

وبالعمـلاء أخضعنا جميعا***فداس العرض وانتهـــــــــــك الرّقــــابا

////

دعيني أبعد الأوباش منّي***وأنزع بدلة الأوساخ عـــــــــــــنّـــــي

لقد هجم الذّباب على الأهالي***وأغرقت الضّمائر في الــــمجون

تولّى الفقه فانطفأت عيون***وشاءت أن تظــــــــــــــلّ بلا عــيون

بكى الشّعراء في وطني نهارا***وكنت أرى المآسي في الجفون

وفي خلدي تناســــلت الرّزايا***وصبّت هولها مثل الجـــــــــــنون


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.