طعم العذاب
محمد حسن القعود
أراها تُقَطّر فيَّ الغياب
وتسقي لقانا دموع الضباب
وتعصر مني حنيناً لها
وتمزج بالشوق طعم العذاب
فأشرب من غيمة للمدى
شراب التمني وماء العتاب
فهلا روتني بثغر الندى
فقد ضقت شوقاً لذاك الرضاب
أضاعت سهادي بآمالها
تمني الفؤاد بلثم السراب
وتغزل من وعدها موعداً
فتنسى الوفاء وترجو الثواب
تذوب الوعود بأصحابها
إذا غاب عنها الوفاء وذاب
فؤادي يئن لجرح الجوى
فهل صار للبعد رمحاً وناب
وتعوي الشكوك على مرقدي
كأني أسيرٌ وحولي ذئاب
تمرد شوقي على صمته
وثار على شاطئ الإغتراب
خذوا الحرف مني ليحتلها
ويأتي بها فهرساً للكتاب
وإلا سأمضي إلى غيرها
وأحرق أوراقها والمآب