الأصدقاءُ البعيدونَ هناك ..
لم يسمعوا صوتَ انسحابِ روحي
عندما خَشَّ بحرٌ من النافذةِ
وقال سأغرقهُ يعني سأغرقهُ
خيالَهُ الأسوَدْ
يؤذي بياضَ ذكرياتي ..
لم يشاهدوا اكتمالَ النملِ
في عصا النبي
وحسرتهِ الفخيمةِ
كلما طالت أظافري
وصارت أقوى
واقتربتُ من أن أخترق القمقمَ الأخيرَ
وأتنفسُ بعمقٍ
على الشاطئ ..
عندما مات أبي
صعدتُ للسطوح
وقلت يا أيمن
أبي يريد تمرةً من تمر المدينةِ
والطبيبُ رفض
فَسَرِّبها لي في السرِّ
وأنا أمضغها
وأتركها على باب قبرهِ
على هيئة قبلة ..
ثم لما صرتُ أباً
حلمتُ بطفلٍ يضيعُ في الأسواق
فإذا بأولادي يَعْلَقونَ في البئرِ
وأنا أدورُ وأدورُ كالمجنون
ثم تذكرت فجأةً أصدقائي
الذين صار دعاؤهم مستجاباً
وصارت لهم سحاباتٍ
تمضي بهم
أينما يريدونَ ..
أغيثوني يا أصدقائي العارفينَ
أغيثوني بمددٍ ومِنَّةٍ
لكن ابتسامةَ القديس رَدَّت
والقَدَر يا صاحبي
القَدَر ..
اخترهُ لتنجو
قبل أن يختاركَ
فتخسر ..
قلت آمين
وتركتُ حافة البئر
وثَبَّتُّ يدايَ بجانبي
ورميتُ بنظري لأسفل ..
عشرون عاماً وأنا على هذه الحال
نَمَت خلالها في ظهري شجرة جوافة
ظَللَّت عليَّ حتى وصلتُ للاستنارة
وأشرقت الحكمةُ فيَّ
وعدتُ كلباً أبيضَ ملاكاً
بلا أطفالٍ ولا ذيلٍ طويلٍ
يعدو ويعدو في الجنة الواسعة ..
الأصدقاءُ الذين في الغربة
يملكون أرواحاً طيعة
أستدعيها وأشيلها
مرةً في جيبي
ومرةً قبل نظرتي
وأحياناً آخذها معي
وأنا في قيلولتي
تحت الشجرة الأخيرةِ
أتغطى بها
علَّ الأحلامَ تكون ناعمةً
كرعشةِ يدِ أسامة
وهو يُلِّوحُ لحبيبتهِ من خارجِ سورِ
كليةِ البنات
وكحيرة وليد الدائمة
بين الشكل والمضمون ..
الأصدقاء القريبونَ
أشباحنا
وعظامنا
ومجازنا المخفي
والصريح ..
لم يسمعوا صوتَ انسحابِ روحي
عندما خَشَّ بحرٌ من النافذةِ
وقال سأغرقهُ يعني سأغرقهُ
خيالَهُ الأسوَدْ
يؤذي بياضَ ذكرياتي ..
لم يشاهدوا اكتمالَ النملِ
في عصا النبي
وحسرتهِ الفخيمةِ
كلما طالت أظافري
وصارت أقوى
واقتربتُ من أن أخترق القمقمَ الأخيرَ
وأتنفسُ بعمقٍ
على الشاطئ ..
عندما مات أبي
صعدتُ للسطوح
وقلت يا أيمن
أبي يريد تمرةً من تمر المدينةِ
والطبيبُ رفض
فَسَرِّبها لي في السرِّ
وأنا أمضغها
وأتركها على باب قبرهِ
على هيئة قبلة ..
ثم لما صرتُ أباً
حلمتُ بطفلٍ يضيعُ في الأسواق
فإذا بأولادي يَعْلَقونَ في البئرِ
وأنا أدورُ وأدورُ كالمجنون
ثم تذكرت فجأةً أصدقائي
الذين صار دعاؤهم مستجاباً
وصارت لهم سحاباتٍ
تمضي بهم
أينما يريدونَ ..
أغيثوني يا أصدقائي العارفينَ
أغيثوني بمددٍ ومِنَّةٍ
لكن ابتسامةَ القديس رَدَّت
والقَدَر يا صاحبي
القَدَر ..
اخترهُ لتنجو
قبل أن يختاركَ
فتخسر ..
قلت آمين
وتركتُ حافة البئر
وثَبَّتُّ يدايَ بجانبي
ورميتُ بنظري لأسفل ..
عشرون عاماً وأنا على هذه الحال
نَمَت خلالها في ظهري شجرة جوافة
ظَللَّت عليَّ حتى وصلتُ للاستنارة
وأشرقت الحكمةُ فيَّ
وعدتُ كلباً أبيضَ ملاكاً
بلا أطفالٍ ولا ذيلٍ طويلٍ
يعدو ويعدو في الجنة الواسعة ..
الأصدقاءُ الذين في الغربة
يملكون أرواحاً طيعة
أستدعيها وأشيلها
مرةً في جيبي
ومرةً قبل نظرتي
وأحياناً آخذها معي
وأنا في قيلولتي
تحت الشجرة الأخيرةِ
أتغطى بها
علَّ الأحلامَ تكون ناعمةً
كرعشةِ يدِ أسامة
وهو يُلِّوحُ لحبيبتهِ من خارجِ سورِ
كليةِ البنات
وكحيرة وليد الدائمة
بين الشكل والمضمون ..
الأصدقاء القريبونَ
أشباحنا
وعظامنا
ومجازنا المخفي
والصريح ..