إنّه العام الرابع على هذه الكلمات، وكلّما قرأتها أشعر أنّها تلامس وجداني الآن.. أترككم معها .. اقرؤوها على وقع النغم الذي اخترته لها .. ومازال القلب يحتاج ويحتاج ويحتاج ..
اليوم كان صباحي غريباً بعض الشيء ..
فمنذ حين لم يغادرني ذاك الحلم، وحين أستيقظُ أتسمرّ من الوقت كثيراً .. كثيراً ..
ولا أدركُ أني في عالمي هذا سوى بهمس صوت أمّ حنون .. يطرق باب قلبي على غير استئذان ليشعرني بأنّي مازلتُ أتنفّس الوجود .. شيء ما اليوم جعلني أحمل كلّ انكساراتي المهترئة لأشعلها في موقد الأيام رماداً أحمر .. وأمضي غير مكترثة بما سيكون
أتمنى أن تبدؤوا القراءة لحظة فتح الفيديو، كل جزء عنى لي الكثير كل الحب والود والسلام مني لكم ..
#تسلّق_آخر_على_صفحات_العمر ...
#حين_تُجْمِرُ_النفس ...
أيّها الدفء
أيّها الدفء
أيّها الدفء
منذ زمن لم أشعر بكَ
أتراك أيضاً تجمّدتَ
أبلغ صقيع دنياك الجهدَ منك
أما حاولت سترَ نفسكَ
لعلّها من طاقة الروح تَمْنَحك
أيّها الدفء
انتظرتكَ طويلاً
وما أتيت
ما أفعل بقلبٍ بات عليلاً
يشكو إليك
أُقاسِمُكَ الوعد كلّ عام
بأني سأصطفّ في دور الأنام بنظام
لأنال حصّتي في طبق من فضّة
وإن لا كان
يكفيني مسحة واحدة
على قطعة خبز هشّة
ولعمري ما يبقى تحت اللسان من الطعم شتان
أيّها الدفء
أما وعدتني أن تُجمرَ لي كل القلوب
فلا غالبَ يعلو عليّ
وأنكسرَ حبّاً للمغلوب
أما وعدتني أن تُدخلني كلّ الجيوب
لا فرق إن كانت
حبّاً
كرهاً
فقراً
غنىً
مُلكاً
ظُلماً
عدلاً
فساداً
رضىً
وغوىً
وما بين المتضادات والمترادفات
تعلّمني كيف أستشعركَ في كلّ الحالات
لأُحسن الحكم في مسار الدروب
أما وعدتني أنّكَ ستحتضنُ مني الأحلام
تُلْبِسُها ثوبَك
تكسيها نَفْسَك
تَلْتَحِفُها بكلّ اشتهاءٍ
وتَأخُذها مني بعيداً لتهدأ وتنام
أمّا وعدتني أنّك ستروي بي أجمل الحكايات
وأنّك ستزرعني في رحمكَ
وستجعلني أزهر في السماء
حتّى لو أثلجت
أمطرت
أثارت مدّاً جارفاً لا يعرفُ حدّ الارتواء
وستلدني في حِجْر
الخوف
المرض
الفقر
الجهل
الكذب
الخيانة
وما استعذبته أنفسٌ وتفنّنت في حياكة ما صغُر من أجزاء
ما أغربَ أمركَ
إذ أردت تطبيق هذا الوعد بالذات
ما سألتَ نفسك
إن كنتُ قادرة على جَلَلِ المهمّات !!
ما سألتَ نفسك
إن كنتُ أجيدُ التفاوضَ أو فكّ الرهانات !!
ما سألتَ نفسك
إن كنتُ عند حسن الظّن لتهبني تلك الامتيازات !!
ما أغربَ أمركَ
تذكّرتَ الجميع حبّاً
وما عناك مني أمراً
أيّها الدفء
ما أقولُ لك الآن
وقد بلغتُ مشارف عمري زفراً
أيّها الدفء
ما أقول لك الآن
وقد أجهضتَ أحلامي قسراً
أيّها الدفء
ما أقول لك الآن
وقد كان ما تريدُ وما أردت أنا عبثاً
أيّها الدفء
أتدري
معكَ كلّ الحقّ
علّمونا مذ كانوا يؤمنون بأنّا جهلة
فاقد الشيء لا يعطيه
وتناسوا أن يسألوا أنفسهم ما قدّمت أصلاً
علّمونا مذ كانوا يؤمنون بأنّا في حياتهم مأجورين بالسُخْرة
تقديمَ كلّ ما في أيدينا
شاكرين لهم مجيئنا
حامدين لهم إطعامنا
ممتنين لهم إيواءنا
حافظين لهم أنسابنا
وتناسوا أن يخبروا أنفسهم بأنّ الأدوار لابدّ وأن تُعْكسَ زمناً
أيّها الدفء
أتدري
معكَ كلّ الحقّ
ما تعودنا الضحك
إلا واتبعناه بجملةٍ عفا عليها الزمن
"لعلّه خيراً"
لأنّا ما تعودنا أن نشعرَ بكَ توغلُ فينا هكذا
وربما ما تعودنا أن يحتوينا غير الألم قرباً
أيّها الدفء
أتدري
حين خرجتُ معكَ اليوم في نزهة بعد كل تلك السنين
أدركتُ الفرق الشاسع
بين حبّ عابرٍ ينتهي مَطافه إلى أن يغادرك
ليلهو بعضَ وقتٍ في أحضان آخرين
وبين حبّ باقٍ تبزغُ أولى براعمه
بعد منخفضٍ جويّ عِضين
أدركتُ الفرق الشاسع
بين وعود البشر
واستجابات القدر
وتحسّست الفرقَ الكبير ما بين الاثنين
أدركتُ أنّي لم أخلق إلاّ لك
وأدركتُ لم اخترتني لأكونَ يدك
وأدركتُ ..
وأدركتُ ..
وأدركتُ
هلا سمحتَ لي أن أستثمرَ الآن صحبتك
وأطلبَ منك طلباً دنيوياً صغيراً
تعدني الإجابة عليه لو تكّرمت
حين ينتهي دوري في الحياة
اختر لي مكاناً أقسم ألا يزهرُ فيه
الزنبق والياسمين والجوري المتعدّد الألوان
إلاّ بعد تيقّنهم التام بأن لم تدنّسه قذارة البشر