أنتظر
أنا والليلُ والسهر
وأنفاسٌ يرهقها الحنين
ودموع يحرقها الضجر
وأناتٌ تستصرخ الجسد الذي
للروح يفتقر
وعينٌ سابحةٌ فى الفضاء
ليس لها مستقر
تائه أنا في بحر وحدتي
ما أعمقه بحر
أحتسي الدمع بكأس الظمأ
فأسكر
ويغيب عقلي عن واقعي
وقت السحر
يدعني أعانق الشرود ويرحل
حيث النظر
يغادرني القلب والروح تتبعه
الكل غدر
أرنو إليهم وهم يراقصونك
على ضفاف القمر
يتمايلون بطيفك ثكلى
حين إحتسوا العطر
وأرسل عبر الأثير أناتي
وأسأل .. لِمَ الهجر ؟
وقد غدى المر بكِ شهدا
والشهد دونك مر
والوقت بصحبتكِ نسائم
ودونك يمر دهر
ففي معبد روحك سيدتي
يحتويني هذا الطهر
أتوضأ بندى إحساسك
ما أنقاه قطر
أستنشق شذا أنفاسك
كأنه عبير زهر
أستقبل إشراقة شمسك
كأنها إطلالة فجر
أتدثر بذكرى لقياكِ
فيهيم بكِ الفكر
وأرحل إلى عالمك
فكم أضناني الصبر
وكم نال الصمت من هدأتي
دون قدر
وأتساءل
متى ينقضي هذا الشجن
وذاك القهر
كيف أحيا بهذا الظمأ
ولديكِ فيض العمر
أن لم يحتويه الصدف
فكيف ينمو الدر
إن لم يبدو النغم
كيف يجدى الوتر
فأنتِ ..
يا تلك النجمات
والشمس والقمر
في مساحات المساء الرحبة
الذات تـُقـتبر
سأظل جسدا فى بيداء الحياة
دونك يحتضر
وفي معبد روحك النوري
مازلت أنتظر
ربما تأتين ذات مساء
بسحابات مطر
وترتوي زهرات الصبار
والطير والشجر
فبعينيك حبيبتي أبصر
وبخفق قلبك أشعر
وعلى ضفاف القمر كبعضي
سأظل...
أنتظر
-----------