الرئيسية » » على بابِ قبرى | محمد دياب

على بابِ قبرى | محمد دياب

Written By Unknown on الثلاثاء، 9 يونيو 2015 | 4:02 م

وأفتحُ قبرى
أطلُّ عليهِ
ومنْ فتحةِ القبرِ أُدخلُ رأسِى
وأبكِى بكاءً شديدًا
أُحسُّ بضيقٍ شديدٍ بصدرى
.
ويصعبُ أمرى
وحيًّا أموتُ علَى بابِهِ
وأسمعُهمْ واحدًا واحدًا
يقولونَ فِى جملةٍ واحدهْ
وفِى لغةٍ واحدهْ
وفِى نبرةٍ صاعدهْ :
إلهىَ ثبِّتْهُ عندَ السؤال
إلهىَ ثبِّتْهُ عندَ السؤال
إلهىَ ثبِّتْهُ عندَ السؤال
ويهتزُّ جسمِى وترجعُ روحِى
ويختالُ قبرى
.
وأسمعُ وقْعَ النعالِ إذا ما مشوا
أهِمُّ وحيدًا وأقعدُ
أعدلُ منْ هيئتِى وأُحاولُ أنهضُ
تخطفُنى منْ جميعِ الجهاتِ وجوهٌ تنيرُ وأُقْعَد
هنا أتشتتُ أوْ أتفتتُ أوْ أتعدد
هنا أتناثرُ أوْ أتبعثرُ أوْ أتوقد
أُحاولُ جمعِى سريعًا وأجرى
.
وهيهاتَ هيهاتَ
كيفَ وهلْ ولِمَ؟
متى أين ما؟
وأصرخُ وحدِىَ
وحدىَ أصرخُ
أعلمُ أنىَ مُتُّ
وأنى بداخلِ قبرى
.
وحتَّى إذَ أغلقوا فتحتِى وانتهوا
وقاموا صفوفًا صفوفًا لأخذِ العزاءِ
رأيتُ الذى لا يُرَى
وكلَّ حياتِى شريطٌ يمرُّ أمامِى
على شاشةٍ لا تخونُ ولا تفترى
وكل الذى قدْ مضى واضحٌ
ينامُ هنا فى صحيفةِ حبرى
يبوحُ هنا فى صحيفةِ شعرى
مقيمٌ هنا فى صحيفةِ نثرى ..!.


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.