نزعنا الياسمين من الزّقاق
عشقت العيش في وسط الصّقور***وفي قمـــــم الجبال مع النّسور
عشقت الموت في الميدان حرّا***لأنّي ما استرحت إلى الفــــــجور
أحبّذ أن أكون بلا انتـــــــــساب***ولا أنف يمـــــــــيل إلى البخــــــور
غباوة أمّتــــــــــي امتدّت قرونا***وأهلي في الحــــياة من القبــــــور
تعلّم جلّهم عملا سفيـــــها***فأضـــــحوا في الشّــعوب من القشور
////
شربت من الأذى كدرا وعارا***وكان اللّيــــــل قد صــــــــــــرع النّهارا
أسرت مع الغوائل في زمان***به الأغلال كبّـــــــــــــــلت الصّــــــغارا
أبيت على الطّوى ليـــلا نهارا***وتحـــت القهــــــــر أبتلع الدّمــــــارا
رماني البغي في الظّلماء حتّى***عشقت الموت في وطني انتحارا
وظلّ اللّيل معتـــــــقلا نهاري***كأنّ الأسر قد أضــــــــــــحى ابتكارا
////
دفنت مع النّوائب في الظّلام***وقد عجـــــــــــــز اللّسان عن الكلام
سألت القلب عن سبب اعتقالي***وكان القــــلب قد علم انهزامي
بكيت بلا دمــــــــــــــوع في بلاد***بها الإنسان يسكن في الخيام
وكان عويل مظلمــــــــتي طويلا***كأنّي في الجـــــحيم من اللّئام
وجدت طفولتي في قعر بئر***تصارع للــــــنّجاة من الحــــــــــــرام
////
ألا يا مغرب العـــــــقلاء فينا***تعــــبنا من شـــــــــــــــراء النّاخبينا
نعلّم جيـــــلنا بيع المعالي***وبيع طمــــوحهم للمــــــــــــــــارقينا
ونزعم أنّ ظلم النّاس خير***وأنّ الفـــــحل من نقــــــــــض اليمـينا
وهذا في الحقيقة ليس إلاّ***بلاء قد أصـــــــــــــاب المــــسلمــينا
إذا الشّعب الطّموح أراد يوما***تغــــــــيّر عيــــــــــــشه أدبا وديــنا
////
نزعنا الياسمين من الزّقاق***فـــــــمات العشق في خلد الــرّفاق
وجاء المارقون بسوط جهل***تشــــــــــــــرق بالتّـــملّق والنّـــفاق
يدحرجنا التّلاعب في بلادي***كدحرجة العـــــــروبة في العـــرااق
ولا حيل لنا نرجوا هداها***ولا أمل ســـــــــــــــــيلحق بالسّــباق
نقــــــــــاد إلى إلوراء ولا نبالي***ونبدع في النّفاق مع العــــــتاق