فى معبد الحياة
فى معبد الحياة
شيدت قصرا
دعائمه
ذاك الخلق الحميد
وجداره
تلك المشاعر الصادقة
وتلك القلوب النورية
القادمة
من طهر الأرواح الصافية
تلك التى تهب روعة الحياة
يبدو بهم القصر
قطعه مشتقة
من القمر
أو روضة منسمة
بنسائم الجنه
يمر بهم العمر
تراتيل فجرحالمة
منغمة
جميعهم أمرائي
وأنا خادمهم المطيع
فهم كالشهب
تتجمل بهم سمائي
يبدد وميضهم
ظلمات القلب والروح
كلما إرتقيت بهم
زالت الجروح
وكلما شدتني
بحار الشجن
إلى الاعماق
أراهم كالدر
يواسون أحزاني وأوجاعي
يؤنسون صمتي ووحدتي
أولئك
أقدم لهم بإنحناء
كأس الروح والذات بسخاء
يحتسون منه
بإرتواء
حد الثمالة
تلك هي
القلوب الملائكية
------
أما دون ذلك
تلك القلوب الجافية
المتسلطة الحافية
الملتحفة بالامراض السوداء
والمتوشحة
بالضمائر اللعينة
والنيات الخبيثة العمياء
ليس لها أن تطأ
طهر بلاط هذا القصر
ليبقوا خارجا
يطوفون حول أسواره لاهثين
أو يمكثون على أعتابه جاثمين
ربما
تأتيهم قطرة طل منه خطأ
تجلي قلوبهم السوداء من الصدأ
أو تروى بحورهم الحمقاء من الظمأ
لهم أن يبقوا بسلام
جاثمين
تماثيل أو قناديل
أنمق بهم الأسوار والمداخل
أو يرحلون بسلام
مشكورين
لو كان فيهم خير
ما تركوا القصر
بل ملكوا ساحاته وأروقته
ونهلوا من رحيق زهراتي
وخمر كأسي ما حلى لهم
بمزيد من الأرتواء والانحناء
لكنهم ظنوا
أن ما سلبوه
رغما عني وعنوه
كل ما لدي
وما علموا
أنه فيض حب وإحساس
فاض ببزخ من الكأس
فتناثر على بلاط القصر
ليلعقوه بنهم
من تحت أقدام روادي
ثم مضوا فرحين بما سلبوه
يظنون كل صيحة عليهم
لو كان فيهم خير
ما مضوا
لو كان فيهم خير
---------