أشيلُ أخى على ظهرى
شعر:
محمد دياب
شعر:
محمد دياب
.
أشيلُ أخى على ظهرى
على ظهرى أشيلُ أخى
أسيرُ بهِ إلى القبرِ
وأبكى ميتًا حزنًا من العِبَرِ
.
أخذتُ عزاءهُ وحدى
وعندَ مراسم الدفنِ
نظرتُ بفتحةِ القبرِ
تأملتُ بعظمِ أبى وإخواتىَ وأجدادى
وحدقتُ بهذا العظمِ والدودِ
وحينِ أفقتُ منْ دمعى
وجدتُ الدودَ منتشرًا على خصرى
.
وبعدَ مراسم الدفنِ
مشيتُ كأننى متُّ
ونمتُ جوارهُ شوقًا إلى أمى إلى أبتى
نمتُ جوارهُ شوقًا لإخوتِىَ وعائلتى
مشيتُ كأننى كُفِّنتتُ ثمَّ دُفنتُ
جارَ أبى و إخوتىَ وأسرتىَ وعائلتى
مشيتُ كأنَّ هذا القبرَ مدفونٌ بأوردتى وفى صدرى
.
دخلتُ بغرفتى وحدى
فلا بابٌ لأفتحهُ ولا فتحهْ
ولا سقفٌ لأبصرهُ ولا لمحهْ
ولا الشباك موجودٌ
ومالى موضعٌ فيها
أنا بصراحةٍ متُّ
غدوتُ بغرفتى أثرًا من الأثرِ
.
وحينَ نظرتُ فى جسدى
وجدتُ بجثتى عفنًا
وأفواجًا من الديدانُ تأكلنى
رفعتُ يدى إلى اللهِ وسلَّمتُ
تشهدتُ وسمَّيتُ وصلَّيتُ
وصارتْ غرفتى قبرى
_
محمد دياب
من ديوان : " التأملُ فى صورِ الراحلين".