الرئيسية » » لم يعد يتبعهم أحد (2) | محمد حربي

لم يعد يتبعهم أحد (2) | محمد حربي

Written By Unknown on الأحد، 12 أبريل 2015 | 4:42 ص

لم يعد يتبعهم أحد (2)
محمد حربي


القصيدة لا تنهى عن الفحشاء والمنكر
لأنها مشغولة بتعتيق خمر صلاتها
****
بسم من أكتب
والليل أمامي كتب مصفوفة
والشعب لا يقرأ
م .ع .مطر
****
شاعر 13
أفردته القبيلة للصراخ
فإخوته في الجب
يغرسون الشتلات المضيئة
ريثما ينتهي إعداد العشاء
في الخيام المقابلة
تعلم الصراخ في البراري
ولما حبسته المدينة في السكينة اخترع دربا صغيرا
للعقاقير المهدئة ليدخل التاريخ
في قصيدة ملفوفة بعناية تحت الطاولة
وصار خبيرا بفنون الكيمياء
ونسي أن يعود شابا كما نادته حبيبته
واتقن فنون الصمت السبعة
وكلما همت قصيدة بدخول البيت
أغلق النافذة وصعد الى السطح
يدندن بما ينسل من شقوق الذاكرة
ويشرب العقار الذي أعده للصيف
شاعر 14
كلما اشعلوا نارا للشعر
أطفأها بعناية كيلا يتذكر
قصيدة كتبها في الحزب
ثم نسى
أعدم قريتين ومدينتين في رحلته الخرافية
ورضي بالسيرك معبدا خرافيا للسكوت
شاعر 15
تطلع القصائد أحيانا من أفران القواميس
فتأتي باردة تماما بلا ذرَة من غبار الحريق
وكلما كتب نصا أخرجنا
المدى لنشِفي القصيدة
من عظام الأسلاف
من هنا أو هناك
ونحن نتثاءب من طول المهمة
شاعر 16
قال لي عفيفي مطر ونحن بالمقهى
: لن يخرج من نسله شاعر
فعصيت عفيفي بتحريض غبي من فرويد
وأمعنت في قراءة الصور المحنطة
عبثا حاولت تذكر صورة واحدة
بعد رحلة القطار
وجدتني أسقط في حقل ألغام فاسدة
وأطلب النجدة من "التفاصيل" العابرة
والوذ بالدخان
شاعر 17
يطرد الجميع من مقهاه الافتراضي
ويسب الجميع
ويلعن المؤامرة
لكنه عندما يبدأ جنون الكتابة
يعود فلاحا يعرف الغرس
ولا يتقن الحصاد
ولا يرضي بوظيفة غير ترويض المياه
بناي صغير خشن
شاعر 18
من علم الذئاب كتابة الموسيقى
والغناء؟
افرغوا الساحة من زقزقات العصافير
هناك شاعر في المقام محبوسا في نغمة صغيرة
يريد الفرار من صوته الوحد
شاعر 19
ملَه الأرغول الصغير الذي يرافقه
قضى أعوامه الخمسين يتمرن على لحن بسيط
ولا يتقن كتابة الخمر حتى الان
لكنه نجح في قيادة الطريقة
الى مبغاه المحتمل والعبور
شاعر 20
قال معتزا بغزواته
نمت مع ترعة واحتفظت بملابسها الداخلية
فخانته قصيدته في المنافي مع الغرباء
وصار في المقاهي بلا سروال يقيه برد الشعر
وقيظ الصمت
من يومها لا يسير الا بجوار حائط
يبكي أو يترنح
شاعر 21
لو لم يكن شيوعيا لكان إسكافيا بامتياز
يرتق نعلين كل يوم بمهارة فائقة
ويرتق أجسادا لم تعد تصلح للمبادرة
ثم يحتسي خمرا خفيفا
من زجاجات مغطاة
بورق الصحف كجثة عابرة في طريق
يرتق الظلال الميته
من مجموعة "لم يعد يتبعهم أحد" قيد الكتابة
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.