ألا كن في الطّبيعة كالجبال
محمد الدبلي الفاطمي
ألا كن في الطّبيعة كالجبال
بظلم النّاس تتّسخ النّفوس***وتزدهر المــظالم والنّحـــوس
ترى الإنسان يلهث دون وعي***ولا عقل ستنفعــه الدّروس
يعدّ الشّــــــــرّ من عمل الكبار***وديدنــه الدّعـارة والكؤوس
وفي مجرى الحياة تراه قردا***كأنّه في الأنام هو المجــوس
ومن ظلم العباد أتاه ربّي***بشـــــــــــــرّ لا تقاومه النّفــوس
////
متى كان الحصان لنا حمارا؟***متى الدّيجور قد سبق النّهارا؟
أروني في الظّلام شعاع شمس؟***أروني كيف دجّننا النّصارى
لماذا نقتل الإســـلام فينا***ونظلم بعــــــــــــضنا سرّا وجهرا؟
أليس الظّلم في الإسلام عارا؟***أجيبوني فقد كـثر الحـــيارى
إذا الإسلام حــــــــرّفه اليهود***فوحي الله قد هـــــزم الكبـارا
////
ألا كن في الطّبيعة كالجبال***وكن من خلق ربّي في الرّجــال
تعلّم في الحياة ولا تدنّس***سلوكك بالوضيع من الفـــــــعال
وقاوم ما استطعت النّفس حتّى***تروّض سعيها في كلّ حال
فأنت لجامها إن كنـــــت حرّا***ومن ظلم العباد بكى اللّيـالي
وما الإحسان بين النّاس إلاّ***سلوك في الرّفيع من الخـــصال
////
سألت الله ربّ العالمينا***بأن يفني جمــــــــــــــيع الظّالمينا
أشاعوا الظّلم والتّرهيب فينا***وبالوا فوق دين المــــسلمينا
أبالسة السّعير بغوا علينا***فكانوا في الطّـــــــــــغاة الأوّلـينا
وباعونا قطيعا لليــــــهود***فأصبــــــــــــــح حالنا كدرا مهيـنا
تأمّل جيّدا سترى كلابا***تتاجر في دمـــــــــــــــاء الكادحينا
////
دع الجلاّد يفعل ما يريد***فقد كثــــر الزّنادقة العــــــــــــبيد
وساد المخبرون بكلّ ركن***وفي تهديدهـــــــــم زاد الوعيـد
وبات القمع في الأوطان سوطا***وما سلم القريب ولا البعيد
فشوّه إخوة الشّيطان ديني***بسفسطة تجــاوزها الجـــديد
وما فعلوه بالإسلام أضحى***بغاء سيـــــــــــــكنسه الحميد