بردٌ و ظمأٌ .....
محمد صالح عويد
بردٌ و ظمأٌ .....
فراشي من جمرِ الأحزان ، ولِحافي
والدم في الشريانِ ، مُجمّد !!
ودفعنا مهرَ الصبرِ خمسونَ من الأعوامِ الماحِلاتِ .....
حرائق جشعة لا تشبعُ
لم يبقَ لأيامِ أعمارِنا عنانٌ يردّها ، يلوي عُنقَ الهزائمِ
أسمعُ صهيلَها
ولا زلتُ تصطكُّ فرائصي ،أسناني ، من البرد
تساقطوا ...
من حياتي ، أوراق شجرةٍ خضراءَ
وبقيتُ في عرائي
بلا خِلّان
لم أكن وحيداً أعُانِدْ
سواد الليلِ يبقى
أنطفأت ألواني
أناطِحُ بئر المنايا وحيداً بعطشي
رغم أنفي شِربتُ رواكِد الماءِ
لعلّه لا زال يحتفِظُ بصورتِكَ مُذّ وقفت أخر مرة
قبل الرحيل ....
لعلّهُ
لعلّني
لأنني ، وحيد
القلبُ فارِغ
والقلبُ طافِح
حنين ، ودموع ، وقصائِد
كُلَكُم خاسِرون بصحبتي :
العصافيرُ :
افتحُ يدي لا تجدُ سوى مواسِمَ القحطِ
و الريح
ودروب الهجراتِ
الورقُ ، الأقلامُ ،أيامي
أتركُها وليمةٌ للمواقد
والنورُ عهدي بهِ مؤقتٌ
مرَّ طيفٌ
من أيامِنا تناول أجملَ أوراقها
أشعلها
تدفأنا
أنارَ لي ، واستنارَ
ثم كل شئٍ ، كضباابٍ تبدَد
أتلحَّفُ بلهيبِ حنيني
وفراشي جمرُ مواقدي وأحزاني
لأنكِ لستَ بجانبي
أرتعِشُ
فراشي بارِد
أجترُّ ذكرياتي والمشاهدُ ، وأطلالَ الشبابِ
لا زلتُ وحدي ، بعدَكِ :
عشتُ ،أحلِّقُ بجناحٍ واحِد
كل ليلةٍ :
يعودُ الليلُ
أتزودُ في حضرتهِ ،بالخرافةِ
وعلى أسوارهِ أتخِذُ نافِذةً من بحرٍ مالِحَ المنهلِ
شجيُّ الموارِد