عندما تدخلين دمى
محمد الشحات
من ديوان عندما تدخلين دمى الصادر عن الهيئة العامة للكتاب عام 1983
عندما تدخلين دمى
الرجولة تكبر فى الصدر
تكبر عبر العيون المدائن
أعرف أن السنين التى أسقط الدهر هيأتها
لم تكن من سنينى ،
وأنك أول بدء الرحيل ،
وأول عشقى الطويل ،
وأن كلامك .. همسك
زادى القليل ،
وأنك فى الأغنيات تكونين
فى الأمسيات ،
وبين الصغار الكبار
البنات النساء ،
وبين الذى قد مضى ،
والذى قد يجىء ،
وبين الجراح التى لا تهادن
والفرح المستديم ،
وأعرف أنك عشق يؤرق من يصطفيه ،
وهم يعذب من يرتضيه ،
وأعرف ..
رغم العناء ، ورغم الجفاء
أحبك ..
رغم الجدار الذى بيننا ،
والقتال الذى حولنا ،
والجياع .. الضياع .. الصقيع ،
وأعرف أنك فى القلب
بين الشهيق وبين الزفير ،
وأعرف حين يكون دمى
قد حوته الطفولة
درس الصباح .. الرفاق
افتعال العراك
بأنك ..
فى القمح .. بين الحقول .. النخيل ،
وأعرف أن عيونك .. وجهك
قد أسقمته المساحيق
إنك لازلت رغم النخاسة
رغم الأكف التى أجهدتك
الجراح التى اسقمتك
النزيف
بأنك لى
والذى بيننا لم يكن
كالهراء .. الهواء ،
وما بيننا
ذكريات البيوت القديمة
خبز القرى والشتاء الربيع ،
ولهو الطفولة
عصف الرجولة
صمت المشيب
الذى بيننا
اخترج التكور والحلم
صوت النشيج
المأذن والباعة الجائلون
دخان المصانع
ما بيننا رغبة فى الجموح
أحبك
أعرف .. رغم النزيف
أحبك .. أعرف
رغم الجروح
أحبك والصدر يحمل
لغو المدينة
حزن الحبيبة
إنك لى
فادخلى فى دمى ،
وانشئى فى الفؤاد المدائن
شمس الشروق
انشرى فى فؤادى اللهيب
