الرئيسية » » سوناتا الضفاف | محمد صالح عويد

سوناتا الضفاف | محمد صالح عويد

Written By Unknown on الخميس، 18 سبتمبر 2014 | 3:55 ص



سوناتا الضفاف ...


من يجلس على ضفتي النهر 
الوسادة ضفّة ...
القبرُ ضفّة ..
صدرُكِ ضفّة 
شفّة الكأس ، مُترعةٌ 
غدا لن يبقى لي من الضفاف سوى ..
سيكون الموتُ لغزي الأخير ، أرمي أحاجيهِ 
وأبعثرُ كل الضفاف ..


*
لم أمشِ على ضفةِ العمر وحيداً 
كانت الحسرةُ رفيقة، لا أدري من أين تنبُع !؟
والحزنُ يمشي معي مُبتهِجاً بإنجازاتهِ 
كأنَّ شرطهُ الأول وصولي لضفّةِ الزُهدِ
وكان الحرمانُ يمنحني دروسهُ كحلمةِ أمٍ 
لم أراها في عتمةِ الأيام 
سوى مرتين :
حين قطعت حبلي السرّي 
و حين وارتني الغياب ..

*
مُعتزِلٌ خلف غيومِ العطشِ 
لا أحلمُ في عُزلتي بالمجدِ
وأجزمُ أني لستُ جديراً بجهنّمِ 
كأن مداراتي تدور في سراب 
وحدها الوِحشةُ تنهشُ بقايا روحي 
وأقداحي تسقيني مع ضفّةِ الفجرِ كل يومٍ 
مُرَّ الشراب

*
قصتي بدأت مع عوليس ، مع حي بن يقظان 
ولا زلتُ ، خمسونَ عاماً تائها خلف الجنيّات ..
قوسي المنسي، مُرضعتي العجوز 
متاهتي الأبدية في البحارِ ن
تُخفي ضفّة قوانينها 
والحرائقُ في دمي 
شربتُ من سنين نهراً من الخمرةِ 
ولا زالت النارُ تضطرِمُ في جوفي 
في الحضور ، والضياعِ 
وفي الغيابْ ....

*
لعلَّ تجربةِ النوم على ضفةِ الموتِ لِبُرهةٍ 
وابيضاضُ عينيَّ 
تُعلِنُ نهاية الأحُجيةَ 
والمغامرة ...
لن أستعجل حضور قدري 
كلما اقتربت ضفّته، خيمت علي غيوم الإرتياب

*
دروبي القديمة مُلغّمةً ، لا أجرؤ على النكوصِ 
والأمامُ غائمٌ كُلياً ، حسب وصف المتنبئين 
أكرهُ الأسوار 
والباب 
والحرّاس ، والبصاصين من بائعي الخُضار والزبالين وكشاشي الحمام 
أكرهُ الارقام المطبوعة على هويتي 
كأنني عبدٌ مرقومٌ لأُبنِ أبي سلولٍ 
كأن أختامهم تُملكهم أستي ، وموضِعَ أقدامي 
ماذا تبقّى من نفسي المهزومة !؟
طعمُ وليمةٍ يتيمةٍ ، على حُليماتِ لسانِ يتيمٍ !!
أتجوفُ كقوسٍ على أفقي 
أغرقُ وحدي ، في معمعةِ السراب

*
أقفُ على ضفتي الأخيرة :
أتشتتُ في بوحي العلني 
وفي سلامٍ وهمي مع الأرواحِ المُبعثرة 
كانت مُكسّرةً حين رسمها جبران 
وليلةً واحدةً للعشقِ ، تكفي
.. أراها تُغني عن العمرِ كلهِ 
ذاكرتي ملوثة بتعتعةِ السُكرِ وغوايةُ الخمرةِ الصهباءِ، الرصينِ
ذلك اللغزُ لا يُفارقني 
أريدهُ كاملاً 
مُذ رحلَ عقلي مع أوائل المراكبِ السحرية للسندباد
بألفِ ليلةٍ وليلةْ 
وإسرافي وراء الحلم المكسورِ 
أريدهُ كاملاً 
حُلمي 
أو 
أكتبوه بالتفصيلِ 
على شاهدتي الحجرية البائسة 
حين يتبرعُ بها طفلاً جاع من جحودِ السُرّاقِ 
الأرباب...


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.