عاصفةُ شوقٍ ألقتني على شاطئ بحر غرامك
مستورمحمدالحارثي
عاصفةُ شوقٍ ألقتني على شاطئ بحر غرامك
حبيبـةُ قلـبـي.... هـــــل علـمـــتِ بحـــالـتـــــي
ففـي القلـبِ هــمٌّ ...مــا تحمَّـلَـهُ الجـبـــــــــــلْ
.
أتدريـن أنـــــي ضِــــقــــتُ ذرعــــاً بوحـدتــــــي
ومــــاكــان قـــلـبــــي لـلـجَــلادةِ يَـــحْـتـمِــــــلْ
.
وضـــــاقـتْ عــلـيَّ الارضُ حـتـــى رأيتُــــــنـــي
كســــاكـــنِ بِيْــــدٍ ضـيَّـــعَ الـشـــاةَ والجـمــــلْ
.
فـــبـــاتَ فـــقـيــرَ الـــحــالِ لا قـــوتَ عـــنــــدَهُ
يــرى المــوتَ خــيـراً حــيـن ضاقت بهِ السبـُــلْ
.
فــقـــد ضــاع عـــمــري بــيـن يــأسٍ وحـــيـــرةٍ
وتَعْــبَـثُ بــي الحسـراتُ مـن قـلـــةِ الــحــيـــلْ
.
وتــَجـْثــو عـلــى صـــدري هـــمـــومٌ ثـقــيـــلـةٌ
إذا الليـــل قـــد أرخـى ديــاجـيـــهِ وانـــســــدلْ
.
يـُــؤرِّقُــنـــي شــوقٌ... ويُــحــرقُـنـي الـجــــوى
وتَـعْـبَــثُ فــي الـقـلـبِ الـجــراحُ ولــم تَـــــــزَلْ
.
تَـــلاطَــــمُ بـــي أمـــــواجُ بـــحــرٍ عـــنــيــــدةٌ
وعـــاصــُف ريــحٍ تــجـعـلُ القلـبَ فـي وجـــــلْ
.
عــواصـــفُ أشْـواقٍ أتـَـتْ بـــي لشــــاطـِـــئٍ
فـــلــم أرَ بُــــدّاً غـــيــرَ أنــّـي بــــهِ أَحُــــــــلّْ
.
فللهِ حـــمــداً حـــيــنَ حَـطَّــــتْ مـــراكـــبــي
وقـــد كـــان إبـــحـاري بــهِ الــمــوتُ مُحـتـَمَـلْ
.
تنــفّـسْـتُ مــن طـــيـبِ النسـائـــمِ عـــذْبَـهـا
وهــلّــلَ قـــلـبـي ..بالبـــشـــائـر وابْـــتـــهَـــلْ
.
عـلـى شــاطــئٍ إذ أنــتِ بـــحـــــرُ غـرامِــــهِ
رضــيــتُ بــعــيــشـي فــيـهِ حــرّاً ومُــعـتـَقَـلْ
.
وأيــقـنْـتُ أنــي الـــيــومَ أدركــتُ غــايـــتـــي
وقــلــبــي لمـن يهـوى ويعــشــقُ قـد وصـــلْ
.
وقــد كـــنـتُ مــثـل الطـــفـلِ فـــاقــــدَ أمِّـــهِ
تَــرقْــرقَ فـي عــيـنـيـهِ دمــعٌ ومــا انْــهـمــلْ
.
غـــريــــبٌ ولا يــعـنـــيـــهِ تـــاريــــخُ مــولــــدٍ
وهـــل بــرجُـــهُ العـــذراءُ أمْ بــرجُـهُ الحَــمَــلْ
.
يُــسَــائِـــل عــن صــدرٍ حـــنـونٍ يـــضُـــمُّــــهُ
فــكـــم تـــاهَ فــي الأحيـاءِ دهـراً وكـم ســـألْ
.
فحـيـنَ الــتــقــيـنـــا كـــان فـجــــرُ ولادتـــــي
واصــبــحـتُ فـي دنــيـــاكِ فــارسَـكِ البــطـلْ
.
وهـــا أنـــذاكَ العــاشـــقُ... الهـــائـمُ الـــذي
يــتــيـهُ غــرامــاً فــيــكِ إن.. حــلَّ أو رحـــــلْ
.
تَــميـدُ بــهِ الأحـــزانُ... حـــيـن اشتــيــاقــِـهِ
إلـيـــك ..وتــكـويـهِ الـــدمـــوعُ مــن الـمُــقَـلْ
.
فـــيــا فــرحـةَ القـلـبِ الجـريــحِ تـــرَفَّـــقـــي
وكونـي لــهُ طبًّــاَ.....وكـــونـي لــــهُ أمــــــلْ
.
فــفـي شَـفَــتــيــكِ ...الــوردُ.. يكْـمـنُ لـونُـهُ
وبـيـن ثـنـايـاكِ.. الــمــصَـــفَّــفــةِ الـعــســلْ
.
فـــإنْ لــمْ تــكونـي أنــتِ ..بلـسـمَ جُــرحِــهِ
سيـبـقـى سـقيـمَ الـحـالِ مسـتـودَع العِـلـلْ
.
فـــقـولـــي لـــهُ إنـــي أحـبُّــكَ عـاشـقــــي
فــوالله مـــافـــي الـــحــب لــومٌ ولا خـــجــلْ
.
وجــودي لــــهُ بــالـوصـــلِ لا تـبـخــلـي بــِـهِ
أَلَا فــاعــلمـي خــيـرَ المــحـبـيـنِ مَــن وصلْ
.
وأَولــيـــهِ حـــبّــا واغـــمُـــريــــهِ ســـعــــادةً
وجــازيــهِ صـَـفْـــحـــاً لا عـــتــابــاً ولا جـــدلْ
.
وقـــولــي لـــهُ إنـــي أهـــيــمُ صَـــبَـــابـــــةً
وعشـقـــاً وقــلــبـــي قــد تـعـلّـــقَ واّتــصَـلْ
.
وإن فـــــؤادَ الــــصـَّـبِّ تـُــحـْيـــيـــهِ قُــبـلــةٌ
فأحــيــيـــهِ حـيـن الوصـلِ بــالـضّــمِّ والقُـبَـلْ
.
فـلاخــيــرَ فــي حـُـبٍّ... إذا لــم يـكـنْ بـِـــهِ
حبــيـــبٌ بــه جــرح الأحِـبّـــــة يــــــنـــــدمــلْ