ما الذى يجعلك راغبا فى البكاء ؟
محب خيري
ما الذى يجعلك راغبا فى البكاء ؟
ساقك الذى فقد فى نهار أغسطس
لا ينتظره أحد ..
جيوب قلبك آيله للجوع ...
تحمل حفنة من أغنيات مفخخة ...
تنفجر كلما حاولت شرح الروح ..
وهى تتعلف بصبار ينهش دماؤك ..
تلوذ بتل الرماد وتفور بالبكاء ..
كإبريق مشروخ ...
يشبه وجهك الذى تقمص صخرة منحوتة
تدوسها أقدام المسافرين ...
تلعنك العارفة بسر الرب ..
وأنت تهرب من غابة مشتعلة باليقين ...
تلملم على كتفيك خذلانك ...
وتبحث عن فرصة جديدة لإصلاح ما أفسدته
أحلامك المعطوبة بالمحطات الخاوية ...
ما الذى يجعلك راغبا فى البكاء ؟
وأنت من خبأ فى رؤوس لحيته المتكهلة ..
أقمشة الموت ..
ومن موت إلى موت ...
تهيأ ذاكرة التراب لحقول من وجع ..
تربى الموت على حجرك وتقص عليه الحكايات ولا يستريح ...
تهدهد دماء الأطفال على سرير حافل بالأمنيات .. .
لكنها تصرخ فى القطارات ...
فى بيوت الفقراء ....
فى ريف بعيد لا يسكنه الضوء ...
فى فلسفة المثقفين الفارغة ....
فى أصابع الرمال ...
فى مائدة العشاء الرسمى ...
فى إحتفالات الأعياد الوطنية ...
فى دمية سقطت من كتف الورد ...
ولا فقه لإذن معطوبة .....
ما الذى يجعلك راغبا فى البكاء ؟
وأنت لا تآمن غدر البستانى
على ساقك ...
على بعد عشر خطوات أو أكثر ...
بإمكانك أن تبكى وحيدا ...
لكنى لست فى إنتظارك ....
