الرئيسية » » أنا اليومَ غيري | محمد نجيب

أنا اليومَ غيري | محمد نجيب

Written By Unknown on الأربعاء، 20 أغسطس 2014 | 6:27 ص



أنا اليومَ غيري
 
يقولُ الذيْ همّشتْهُ الحياةُ : أنا اليومَ غيريْ ,
سأبْحثُ عن عالمٍ آخرٍ وانتصارٍ جديدٍ ..
يفتّشُ في جوِّ آمالهِ عن مكانٍ
يطيّرُ فيه حماماتِه الهارباتِ إلى آخرٍ حالمٍ بالنهارِ ..
رأى صدفةً وجهه فأطالَ التدبّرَ بالذكرياتِ
وأحلامِه الراسباتِ بكلِّ اختبارٍ .
يكذّبُ مِرآتهُ !! ..
لستُ أنتَ , ولستَ أنا
فأنا آخرٌ رائعٌ غيرُ هذا الغبيِّ
ويبكيْ
ويبكي وحيدًا عليهِ
ولا شيءَ لا شيءَ يومًا تغيّرَ
كلُّ يوم كما كلِّ يومٍ ..

...
بماذا تفكّرُ
حين تحسُّ بأنّ سواك سيأخذُ دورَك
يمسكُ روحَك من كفّها ويغنّي !
ويقطفُ من ثغرِها ما اشتهيتَ
ويغرقُ في بحرِ ضحكتها وينامُ
ينامُ على صدرها
ويرطّبُ أيّامَهُ بيديها ويضحكُ
يضحكُ
ليس لحبّ ولا أيّ شيءٍ
سوىْ
أنّ غيرَك أغني قليلًا
ويملكُ سيّارةً , منزلًا واسعًا , و أبًا
طرّزته الحياةُ كما ينبغيْ كي يليقَ بهذا اللقاءِ
وليس لشيءٍ سوى
أنّ غيرَك يحملُ في جيبه ما سيكفي
ليقتلَ حلمَك فيك
بماذا تفكّرُ
حين ترى دعوةَ العرْسِ موجودةً في بريدك
حين تراهُ مكانك
في الحلمِ مثلك يلعبُ دورَ الملكْ
وحين تراها بأجملِ زينتها في الفراشِ
ولست الملكْ
و وحدك يا صاحبي
وحدك الحزنُ يغرسُ فيك سنابلَه الجائعاتِ
وأنت كما أنت شعرٌ وأمنيةٌ وغيابٌ طويلٌ
وتحقدُ جدًا عليهِ
أنا حاقدٌ يا رفاقُ عليهِ !! ..
بماذا تفكّرُ حين تحسُّ بأنّك غيرَك
حين تحلُّ محلَّ سواك
لأنّك أغنى
وأنّ أباها الذكيَّ أرادك أنت
وفي لحظةٍ ما
ستصرخُ مِنْ شبقٍ باسمهِ
وتضمُّك أكثرَ
كي تكملَ الدورَ ـ دورَ سواك ـ
كما ينبغيْ أنْ يكونَ
بماذا تفكّرُ قلْ ليْ
بماذا تفكّرُ عندَ الجنونِ
...

( أفوّضُ أمري إلى اللهِ )
قال المزارعُ عندَ حصادِ الفراغِ
وقال أبٌ حين قبّلَ وجهَ ابنهِ
لحظةَ الدفنِ
قالتْ فتاةٌ على نفسها وهْيَ تتْركُ الحلمَ
في بيتِ جيرانها وتشيبُ
وقلنْا على حلمنا والمدينةُ تمشي
سنخرجُ من نفسنا ونكون على صدره جاثمين
هل الشمسُ تلك البعيدةْ
سعيدةْ ؟!
أنا سائرٌ خلفَ ظلّي لأهربَ منه
وأهربَ مني
أنا ويداكِ وشيءُ من الا غيابِ
وتلك المدينةُ تمشي
أنا فاشلٌ في الغرامِ
أضعتُ دمي مرّتين ومازلتُ
أفعلُ تلك الجريمةْ
ومازلتُ ألعب دورَ الضحيةِ منكسرًا داخلي
كيف أهربُ من صاحبي , نظرةِ العينِ والإبتسامِ
وأعلمُ زوجته تشتهيني !!
فيكف أكون بعينيه خلًا ؟
وكيف أكون بعينيْ غريمَه ؟!
وتلك المدينة تمشي
أنا ساقطٌ بامتحانِ الحياةِ الوحيدِ
ولا امرأةٌ ترتديني على صدرها
لا نبيَّ بهذا الزمانِ ولا أمنياتٌ
ولا أمنياتٌ
ولا أمنياتٌ ...
...

غيابكِ مرٌ كحبِّ بلادي
تطيرُ الفراشاتُ أعلى وقلبي إليكِ
جعلت لحلميَ فيكِ حُسامًا
لكي لا يموت
فمزّقَ لحمي
أيا قطّتي خرْبشيْنيْ سأنزفُ حبًا
وأبسمُ في وجْهِكِ الحلوِ
غيمي يظلُّكِ
حيث تكونين قلبي يسيرُ وراءكِ
كالطفلِ حينًا وكالمخبرين
وتلك المدينةُ تمشي
أحبّكِ فيْ ساعةِ الصفْوِ والإنشغالِ
فلا تبْحثيْ عنْ مكانٍ سوايا
أنا شهريارُكِ وحدي
أقمْتُكِ داخلَ لحْمِيْ , أغطّيكِ بيَّ
فهلْ تقبلين ؟
ولا أنتهي مِن هواكِ
كما يفعلُ الحالمونَ بسلْطَانِ جسْمِكِ
لا أنتهي مِن هواكِ
ولا
لنْ
أموتَ




التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.